مراجعة "أفضل الأوقات الصعبة" ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، ربيع 2023 (بالعربية).
يسلط هذا الكتاب الضوء على الحياة اليومية للشبان الفلسطينيين في مخيم شاتيلا “المخيم الأيقونة ” ص 57 ، بعيداً عن توصيفاتهم كلاجئين، وعن “الحمل الثقيل” كونهم ينتمون إلى شعب يعيش مرحلة تحرر وطني. أمّا اللغة التي يستخدمها الكاتب، وخصوصاً الاستعارات السلسة، فتقود القارىء إلى الانغماس في حياة اللاجئين الفلسطينيين في شاتيلا. غير أن هذا الكتاب ليس محصوراً باللاجئين الفلسطينيين في شاتيلا فقط، فالكاتب، ومن خلال مراقبته حيوات الأفراد المختارين في بحثه، ومشاريعهم وتوقعاتهم، يربط المخيم بمحيطه البيروتي وبلبنان كله من خلال الحقب التاريخية المشتركة بين الفلسطينيين واللبنانيين. يستهل باربوزا كتابه بمقدمة شاملة تؤطر بنية الكتاب ومحاوره النظرية الرئيسية، ثم ينتقل إلى الفصل الأول فيستكشف مخيم شاتيلا عبر “مدخل” إثنوغرافي ينقله إلى مناقشة العلاقة بين إطار البحث وميدانه، من أجل إعادة تشكيل منهجية إطار البحث. ويصف الكاتب مخيم شاتيلا ويحلله من خلال علاقته ب “الفدائيين” و”الشباب”، محاججاً أنه “كمجتمع، فإن مخيم شاتيلا يتكون أيضاً ] ….[ من أولئك الذين لم يعودوا موجودين هناك ] الشهداء والذين رحلوا عن المخيم[” ص 55. وتقوده دراسة الخرائط الرمزية والمتخيلة والزمنية والمادية للمكان، والروتين اليومي في زمن البحث في المخيم، إلى نتيجة فحواها أن أيام الزخم الثوري ولّت.