Article in the Journal of Palestine Studies
ابتسم أبو حسن البالغ من العمر 55 عاماً، وهو من سكان شاتيلا، ابتسامة عريضة عند الاستماع إلى مطلع أغنية "رُمّانة" وهي من تأليف وتلحين وغناء سميح شقير، والتي يصوّر فيها جهود الفدائيين الجريئة، لكن غير المجدية في نهاية المطاف، في مقاومة الغزو الإسرائيلي للبنان في سنة 1982. ابتسم أبو حسن وقال: "هذه الأغنية أثارت فينا الرغبة في مواصلة القتال... هذه الأغنية تذكّرني بحربي وبعدوّي الذي يريد أن يأخذني بعيداً عن جذوري... الأغاني الثورية أعطتنا القوة... لنبقى حازمين."
بعد فترة وجيزة، أسْمَعته مع ابنه حسن البالغ من العمر 21 عاماً أغنية راب للفرقة "كتيبة ٥" بعنوان "أهلاً فيك بالمخيمات". وبدلاً من الاحتفال بأمجاد ماضية، فإن هذه الأغنية تصوّر حياة الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية اليوم بكل ما فيها من صعوبات: الظروف المعيشية غير الصحية وندرة الخدمات الاجتماعية ونسبة البطالة المرتفعة. "أهلاً فيك بالمخيمات" أيضاً رسمت ابتسامة، لكن هذه المرة على وجه حسن. لا يَحُدّ أبو حسن من حرية ابنه في الاستماع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى: "هذه... الأغاني... تخبرنا بما يجري الآن معنا. لم يعد الأمر يتعلق بمحاربة العدو فقط، بل بقتال داخلي أيضاً. هذه الموسيقى تنتقد المسؤولين عن الوضع الذي نجد أنفسنا فيه الآن."